"الصفحة الاخيرة"
" امضِ ساحقاً نفسك بقدميك فنعال الناس لا ترحم لا مجد ينسب لحرميك مزق ضميرك فإنك لن تنعم " لما نرحم ؟ من مِن الناس رحمنا ؟! تلك نظرتى فى الحياة ، ابى القعيد لا يقدر على الحراك خرجت للدنيا ورأيت دموعه تسيل لانه يعلم انه لن يقدر على ارشادى للطريق الصحيح ، والدتى التى التهم المرض جسدها حتى تحلل جثمانها وهى على قيد الحياة ، مدينتي التى سرت فى طرقاتها ابحث عن مكان يكفل لى لقمة عيشي فلم اجد ، من فى الوجود قد نلت شفقته ؟! صاحب عمل ابى تركه بعد ان كان سبباً فى فقده لقدرته على السير ، سأحكي لكم بإيجاز ، لقد وُلِدتُ فى اسرة ميسورة الحال الى حد ما ، وحيد ابى وامي واللذان كانا بدورهما وحيدا والديهما فلا اعمام لى ولا اخوال ، في يوم ميلادي .. ال24 من كانون الثاني عام 1983م ... انطلقت سيارة ابى نحو المشفي لتلدني امي هناك وحين خرجت للنور كانت امي تدخل للظلام ، اصابتها حمي النفاس وثم امراض جلدية كثيرة لسوء الرعاية الصحية فى المشفي ومن ثم فارقت الحياة بعد شهرين من الصراع مع المرض ، كان ابى يعمل جاهدا حتي يوفر لي الرعاية الكاملة ويكفل لأمي ثمن العلاج الذى تتلقاه دون ان يزورها سوي مرتين ف