"الصفحة الاخيرة"


" امضِ ساحقاً نفسك بقدميك 

فنعال الناس لا ترحم

لا مجد ينسب لحرميك

مزق ضميرك فإنك لن تنعم "

لما نرحم ؟ من مِن الناس رحمنا ؟!

تلك نظرتى فى الحياة ، 

ابى القعيد لا يقدر على الحراك خرجت للدنيا ورأيت دموعه تسيل لانه يعلم انه لن يقدر على ارشادى للطريق الصحيح ،

والدتى التى التهم المرض جسدها حتى تحلل جثمانها وهى على قيد الحياة ، 

مدينتي التى سرت فى طرقاتها ابحث عن مكان يكفل لى لقمة عيشي فلم اجد ،

من فى الوجود قد نلت شفقته ؟! 

صاحب عمل ابى تركه بعد ان كان سبباً فى فقده لقدرته على السير ، 

سأحكي لكم بإيجاز ، 

لقد وُلِدتُ فى اسرة ميسورة الحال الى حد ما ، 

وحيد ابى وامي واللذان كانا بدورهما وحيدا والديهما فلا اعمام لى ولا اخوال ،

في يوم ميلادي ..

ال24 من كانون الثاني عام 1983م ...

انطلقت سيارة ابى نحو المشفي لتلدني امي هناك وحين خرجت للنور كانت امي تدخل للظلام ، 

اصابتها حمي النفاس وثم امراض جلدية كثيرة لسوء الرعاية الصحية فى المشفي ومن ثم فارقت الحياة بعد شهرين من الصراع مع المرض ،

كان ابى يعمل جاهدا حتي يوفر لي الرعاية الكاملة ويكفل لأمي ثمن العلاج الذى تتلقاه دون ان يزورها سوي مرتين فى الشهر لكثرة انشغاله بالعمل ، 

لكن حين اتاه خبر فراقها له ابتعد عن العالم وظل منعزلا فى غرفته يأن ويصرخ فقط ،

كيف تتركه حب عمره بعد زواج دام 10 سنوات يحلمان خلالهما بإنجابى وحين أُولد ترحل هي وكأننى السبب ...

حينها ظن ابى ان وجودى كان سبباً فى رحيلها وبدأ يعاملنى بقسوة كما انه ترك لى علامة بالنار على يدي حين بلغت الخامسة وكان ذلك لاننى طلبت ان اكل طعامى بجواره وصرخ فى قائلا :" لولا ان القتل حرام لكنت قتلتك بعد ولادتك مباشرةً "

وبعد مرور عام كامل ظل فيه ساجناً نفسه فى غرفته يأكل فقط ما يجده فى البيت واذا لم يجد اما ان يخرج ويحضر مخزون اسبوع او ان ينام بلا طعام ويظل يبكي ...

حتى استعاد رباطة جأشه وبدأ يعود للعمل من جديد ...

ظل يعمل حتى بلغتُ السابعة من عمرى حتى حدث ما لم يكن فى الحسبان ...

طلب منه صاحب العمل ان يأخذ بضاعة محملة فى سيارة نقل ضخمة وينقلها الى مدينة اخرى بعيدة عن مدينتنا بما يقارب ال9 ساعات فى الطريق بأقصي سرعة ...

كان الجو غير مستقر وعلم ابى ان هناك عاصفة ترابية تضرب البلاد فى هذه الايام وكاد ان يرفض تلك المهمة لكن صاحب العمل اغراه بالمال والترقية فما كان منه الا ان وافق واخذ البضاعة وانطلق فى الطريق ...

لكن بعد 3 ايام عاد لي ابى محمولا على نقالة وقد اخبرنى اصدقاءه ان عظام قدميه قد تحطمت وان حبله الشوكي قد انقطع فأُصيب بشللٍ نصفي ...

حينها علمت ان حياتنا فى جحيم البشر قد بدأت ...

بعد ان استفاق ابى وبدأت حالته تستقر اتصل بصاحب العمل وسمعت من مكالمتهما انه رفض ان يعطي لأبى منصباً ادارياً او ان يكفل له تأميناً او معاشاً لننفق منه ...

وبعدها بدأ ابى يجري اتصالاتاً عدة ليبيع منزلنا ويشترى غرفة صغيرة فوق احد البنايات لنعيش فيها ونعيش على اموال بيعنا لمنزلنا لان كل امواله قد انتهت على علاجه وابقاءه حياً قدر المستطاع ...

وبعد شهر واحد كنا قد انتقلنا لبيتنا الجديد ...

لم اكن ادرك بعد شدة معاناة ما مر به ابى فكنت اركض في الغرفة وابتسم فرأيته يجلس على كرسيه المتحرك وينظر لي بغضب وحسرةٍ ويبكي دون ان يتكلم ...

فذهبت اليه واحتضنته وظللت احتضنه حتي اكتشفت انه قد نام بين ذراعاى ...

فخِفتُ ان ايقظه وظللت كما انا بلا حراك حتى دخلت فى نومٍ عميق ان ايضاً ...

حين حل الصباح وجدته قد وضعني فى السرير والقى بجسده بجوارى ظل ابى معي نلعب ونمرح وكان ذلك هو اليوم الاول الذى ابتسم لي فيه ...

لكن وكأن بسمته قد لُعِنت من مشارق الارض لمغاربها ...

فسرعان ما وجد ان ماله الذى حصل عليه من بيع منزلنا قد سُرِقَ ونحن نيام ...

بدأ يفقد اعصابه وابلغ الشرطة وسرعان ما امسكوا بالفاعل لكن ما وجدوه معه كان نصف المبلغ فقط ...

وما تعجبت له ان ابى رضي ان يحصل على نصف المال وسامح اللص فى الباقى ...

لم ادرك لما يُرحَم من لا يرحم !

لكن ما علمته ان اللص قد سرق ذلك المال لان زوجته بين الحياة والموت وكانت تحتاج لمال بسرعة ولم يستطع الا يساعدها مهما كانت الوسيلة ...

لمس حاله فؤاد ابى وتركه يرحل دون سؤاله عن نصف المال الاخر ...

بل والاشد غرابة انه سأله اذا ما كان بحاجة لمال اخر وكأن ابى يملك ما لا ينفذ !

حين عدنا لغرفتنا ظل ابى مستيقظاً حتي الفجر يفكر فى طريقة للاستفادة من ذلك المال بأدني قدر من الخسائر فأل ان يفتح مكتبةً فى احد الاحياء الراقية المُنشأة جديداً فاستشار احد اصدقاءه فاشار عليه بأنه قد ينجح فى ذلك بل واخبره ان يقيم شراكة معه ، ذلك الصديق هو صديق المقرب جوزيف عبد الملاك ...

وسرعان ما استقر على ذلك الرأى وبدأ مع صديقه بالتنفيذ ...

وخلال ايام قليلة كانا قد فعلا ما اتفقا عليه ...

وبدأ ابى ينزل يوميا صباحا من الغرفة ويتركنى بمأكلى ومشربى حتي يعود ...

لكن ذلك لم يكن كافياً لي لجعلى انشغل فطلبت منه ان يجعلني اذهب الى العمل معه فوافق بشرط ان ابدأ فى الرجوع الى المدرسة التى كنت قد تخليت عن الذهاب اليها بعد حادثة ابى ...

فبدأت اذهب للمدرسة من جديد وحين انتهي منها اجد ابى ينتظرنى امامها -بعدما كان يتركني اعود للمنزل بمفردى - ويأخذني معه الى المكتبة وهناك بدأت اقرأ العديد من الكتب والذى شد انتباهي الي الكتب هو انها ليست كالبشر ...

فالكتاب يُفهم بأكثر من طريقة لكن البشر بالنسبة لي هم الكائنات الاكثر تعقيداً ، كائنات تترك العاطفة تحكم وتسيطر دون اى وعي او ادراك لما ينتج عن ذلك من جحيم ملتهب ومستقبل مظلم ...

كائنات تكون علاقات غريبة كالحب والصداقة ...

ما الولاء ؟ لما نحب والدينا ؟! بالنسبة لي كان لانهما انجبانى ويطعماني دون ان ينتظرا مقابلا منى ..

احببتهم دون ان اعرف معني الحب من الاساس ...

ولازلت ابحث ولازالت الفروق بين البشر والكتب تنسدل بين ثنايا عقلى المزدحم بأفكار تنتظر بصيص النور لتعلن نهاية التقديس المزيف لكل ما هو بلا فائدة ...

ولكن حين تبدأ الحياة بالابتسام لك فلا تتوقع الا تطعنك غدراً فهذه حربٌ والحياة ماكرة وغير شريفة ...

فسرعان ما أُصيب صديق ابى المقرب بأزمة قلبية ونُقِلَ للمشفي وعلى فراش الموت اخرج من قميصه ورقة اعطاها لأبى وكانت تلك وصيته الاخيرة ليفارق الحياة بعدها بساعات امام عيناى وعينا ابى اللتان كانتا قد تصدعتا من كثرة البكاء على القبور ...

لم تكن تلك البداية ...

لم يمر عام واحد من افتتاح المكتبة حتى فارق جوزيف الحياة وخلفه ابنه فى شراكة ابيه مع ابى ...

ابنه الوحيد الشاب العشريني الطائش عادل ...

وليته كان كإسمه فلم يأبه لموت ابيه واخبر ابى انه سيبيع نصف حقه فى المكتبة لشخص غريب ...

فرفض ابى لان صديقه المقرب اوصاه بعدم التفريط فى المكتبة فى وصيته ...

لم يدرك عادل ما يقع فيه من خطأ ولكن ابى كان قد اقترض مالاً ليسدد به حق نصف الشراكة لإبن صديقه حتي لا تُباع لغريب ...

ومع انتهاء العام بدأت الافاق تظلم ويدأت الآفات تنبت فسرعان ما خسر ابى ماله ولم يعد يكسب كما كان من قبل ...

وبدأت حياتنا تنهار من جديد حتي بدأ ابى يترك المكتبة لى ويذهب للبحث عن عمل مكتبي ...

ومن ناحية اخرى تركت انا المدرسة حتي اتفرغ للعمل فى المكتبة ...

وهناك قابلت ليلي ...

فتاة فى العاشرة من عمرها اى انها اكبر مني بعامين ...

تأتي لتقرأ قصص الاطفال بمفردها كل يوم وتخرج من المكتبة وهى فَرِحة بما قرأت ...

ما جذبنى اليها هو ابتسامتها ...

فبدأت اتابعها حتى وجدت انها تقرا نفس القصة كل يوم ...

قصة " الماعز الأليف " ...

فذات مرة اوقفتها فسألتها عن قصتها قبل ان تغادر ...

ظلت تنظر لى وتبتسم ومن ثم اقتربت من اذني وقالت " احب من تحبها فأقرأها "

ذُهِلتُ لوهلة وبدأت اتفحص عقول البشر ...

هل حقاً يفعلون اشياء غريبة بدافع الحب ؟! ما الحب ؟! ما الذى يدفع طفلة فى سنها ان تأتى الى مكان ممل كالمكتبة فى منتصف النهار وتقرأ نفس القصة كل يوم وتخرج بذات الابتسامة وكأنها تقرأها لأول مرة ؟! 

بدأت اتعلق بها وافتقدها حين تتأخر عن معادها المنتظم ...

لم يكن ذلك حباً بل كان لانها تثير فيَّ غريزة الفضول ...

لم اكن اعامل احداً بحب لا ابى ولا اصدقائي ولا هي ...

كلهم اعاملهم كمصالح مشتركة ...

كنت اعلم انني افكر بشكلٍ غير طبيعي بالنسبة لطفل فى الثامنة لكن كانت كثرة تأملى تترك في طباعاً جديدة كل مرة ...

وفى نهاية اليوم الذى سألتها فيه كان ابى قد وجد عملا كمحاسب فى احد المصانع الضخمة القريبة من المنزل وبدأ فى العمل بالفعل ...

حينها تفرغت انا لفتاتى التى تشعل عقلى ليلي ولمكتبتى التى اقرأ فيها ما هو لا يليق بسني الصغير فقرأت فى الفلسفة وعلم النفس وبدأت احقق فى تحركات البشر محاولا فهم طريقة تفكير كل من يحادثني ...

شعرت بإبتسامة الحياة لي لكن تذكرت مكرها فإنتظرت ضربتها ...

التى لم تأتى لمدة عام ، عامين ، ثلاثة اعوام ، اربعة اعوام ، وفى العام الخامس كانت القاضية ممكنة ...

ففى ذلك العام كنت قد تقربت من ليلي وتعلمت عن البشر ما يكفى لأنال لقب البروفيسور الصغير منها ...

وكان ابى قد اثبت جدارته فى العمل على اكمل وجه ...

وكنت قد اهملت المدارس واهتممت بالكتب وقرأت الكثير فصرت فى غني عنها ...

لكن فى نفس الشهر ...

علمت ان ليلي سينعقد قرانها على رجل ثري من اصدقاء ابيها الذى كان بدورها لا يقدر على سداد دين ضخم عليه ووعده ذلك الخاطب ان مهر ليلي يساوي 3 اضعاف دين ابيها فوافق الاب واجبر ابنته على ذلك ...

كان سؤالي لا يزال قائماً لما اكره ذلك ؟ هل لانها مُجبرة على هذا الزواج ام لان والدها قد عاملها كسلعة لها ثمن يساوي 3 اضعاف دينه ؟ هل لانني ارغب فى سعادتها ام لاننى اكره ما تناله من شخص تكن له مشاعر الحب ؟ ام هل لانني اريدها لنفسي سواء اكان لاشباع فضولى او لانني اريدها فقط ؟! 

لم ادرك ولازلت لا اعلم لما ظلت كل تلك الاعوام تقرأ نفس القصة رغم علمي الواسع واطلاعي على كل ما يخص المقدس الوهمي الذى يُدعي بالحب !

كلما سألتها تجيبني " احب من تحبها فأقرأها " لازلت لم افهم حتى اخبرتنى بما يجرى ....

كانت والدته مريضة سرطان لعين نهش جسدها ودمر صحتها ...

وانتهي بها المطاف لستة اشهر ملقاة على احد الاسرة لمحاولة انقاذ ما يمكن انقاذه ...

كانت والدتها تحب قصة الماعز الأليف وتقرأها لها كل ليلة وتنام قبل ان تكملها لشدة اعياءها من كثرة العلاج المميت ...

فكانت ليلي تأمل ان يخف ألمها فى يوم ما وتقدر على اكمالها للنهاية بدلا من ان تعود للبداية كل يوم ...

لكنها لم تكملها وتبقت صفحة اخيرة لم تقرأها ...

فارقت الحياة دون ان تكمل القصة وانتهي الامر بوالدها المُدان بمبلغ ضخم كان قد اقترضه ليعالج زوجته دون فائدة ...

كانت ليلي تقرأها كل يوم لتكملها مكان امها لكن لم تكن تقدر على الصفحة الاخيرة من تلك القصة فكلما اقتربت منها تذكرت لحظة خروج الروح من جسد امها امام عينيها ولا تقدر على البكاء لانها كلما اقتربت دموعها تسمع صوت امها ان ابتسمي لأبد الأبدين ...

انتهي فضولى حولها ولازلت اريدها الا تتزوج ذلك الشخص ...

لكن علمت منها انها لا تمانع زواجه اذا كان ذلك سينقذ والدها الذى فعل ما بوسعه لانقاذ امها ...

ومع ذلك اريدها الا تتزوج ذلك الشخص ...

كل اجابتى شُطِبت ولم يبقى الا اننى اريدها الا تذهب له لاننى اريدها ...

لماذا ؟! لا اعلم 

اخبرتها بما فى داخلى أني اريدها لنفسي ، بجوار ، تظل معي ...

فما كان منها الا ان تضحك وتستهزء ...

فأنا اصغر منها ولا اقدر على شيء ولن اسدد دين والدها ورحلت وهي تضحك ...

ظللت يأساً وشهدت يوم زفافها وهى تبتسم فى ثوبها الابيض ...

كان ذلك قبل دقائق ...

فتمعن قليلا فلقد اقتربت النهاية ...

بعد ان رحلت من المكتبة وهي تضحك جاء هاتف لي من مصنع ابى يخبرونني فيه ان ابى قد فارق الحياة ...

اغلقت الهاتف واكملت عملى وحين انتهي اليوم اضرمت النيران فى المكتبة ورحلت ...

ظللت اجوب الشوارع دون ملجأ لي ...

انام فى المساجد والكنائس والانفاق والطرقات ...

اكل النفايات ...

لم ارد شيئاً غير الموت ولكنى لم اقدر ...

لازالت نهايتي لم تكتمل ...

لازلت لم اعرف لما احزن على موت من كان يضطهدني ...

لم اعرف لما اردت ليلي ...

لم اعرف لما ابكى ...

لم اعرف لما اغضب ...

لم اعرف لما ارحم من لم يرحموني ...

منذ ان وُلِدتُ وانا اعاني ...

لم اخطأ حتى يمقتني ابى فى بداياتى !

لم اخطأ حين اردت معرفة اجابات لاسئلتى !

لم اخطأ حين اوجدنى الاله علي ارضٍ يملؤها البشر حقداً وسخريةً !

لم ادرك لما اعيش ولم ادرك كيف اعيش ولم ادرك الى متي سأظل اعيش !

اريد الفناء لكن اريد ان ارى ابتسامتها لمرة اخيرة لعلها تجيب على احد اسئلتي ...

بحثت عنها فعلمت بزفافها وظللت انتظر معاده حتي جاء الوقت المعلوم ...

الشاب ذو ال16 عاماً الذى فاق عقله كل تصور يقف ويبكى لرؤية جميلته تبتسم لغيره ...

وتذكر اعوامه الفائتة كلها وتذكر ان والده ابتسم له مرات معدودة وان جميلته ابتسمت له مرات معدودة ...

بدايات تعلقه بهما كانت ابتسامة ولعل نهايتها المثلى تكون ابتسامة ...

لم يلحق ابتسامة ابيه ولكن جميلته فقد رأى ابتسامتها تواً ...

ولعل ما يشفع له عند عقله انه اجاب اخيرا على سؤاله المثير ...

ارادها له لانه يريدها فقط ...

لانه يحبها ...

وحين علم الاجابة آلت له فكرة ان يلقى بنفسه من فوق البناية التي يُقام عُرس جميلته فيها ... 

وظل سؤاله الاخر قائماً لما نرحم من لا يرحمنا ؟

لما تركها تبتسم ؟! هل عاطفة حبه لها غلبت عاطفة الانتقام ؟

اكتبها لك واترك لك الاجابة فى السطر الاخير ...

سألقى بنفسي ...

انا الراحل لما عانى ...

انا مظلوم السماء والارض ...

لم يكن مقتهم لي اختيارى ...

لكن بقائي اختيارى ...

وانا اختار انعدامي ...

انا بشري !"

وهكذا القى بنفسه وانتهت قصته وأُسْدِلَت السِتار على قصة الصفحة الاخيرة .

النهاية .

بقلم : عمار عبدالبارى


تعليقات

إرسال تعليق